إعْدَاد: ر. أَحْمَدْ نُور خَالِص
الْحَمْدُ لِلهِ. الْحَمْدُ للهِ الَّذِى جَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا وَالْقَمَرَ مُنِيْرًا. وَجَعلَهُمَا أَيَتَيْنِ مِنْ أَيَاتِ اللهِ. وَصَلَّى الله علَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ شَمْشِ الضُّحَى وَبَدْرِ الدُّجَى الَّذِى بَعَثَهُ اللهُ بِالْإِسْلَامِ. أَمَّا بَعْدُ.
قَالَ اللهُ تَعَالَى فِى كَتَابِهِ الْكَرِيمِ: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (١)وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (٢)أَيَحْسَبُ الإنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (٣)بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (٤)بَلْ يُرِيدُ الإنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (٥)يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (٦)فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (٨)وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (٩)يَقُولُ الإنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (
١٠)وَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِن آيَاتِ الله، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْخَشِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ. فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَالِكَ: فَادْعُوا اللهَ وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا. وَأَمَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّدَقَةِ وَالْعِتْقِ وَالْإِسْتِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ. فَقَالَ: يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أُمَّتُهُ. يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ! لَوْ تَعْلَمُوْنَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيْلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيْرًا.
إِنْطِلَاقًا مِنْ قَوْلِهِ تعالى وَحَدِيثِ النَّبى السابِقَيْنِ ذِكْرُهُمَا. فَاعْلم يَا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِيْنَ، ثَابِتُوْ عَلَى الصَّدَقَاتِ وَالْعِـتْقِ وَالْإِسْتِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ. وَاسْتَقِيْمُوْا فِيْهِ. وَاعْلَمْ أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ قَدْ رَأَي الْجَنَّةَ حِيْنَ إنْكَشَفَتِ الشَّمْسُ وَأَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ مِنْهَا عَنْقُوْدًا وَلَوْ أَخَذَهُ لَأَكُلُوْا مِنْهُ مَا بَقِيَـتْ الدُّنْيَا. وَرَأَى النَّرَ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا. وَرَأَى أَكْثَرَ أَهْلِهَا النَّسَاءَ. وَأَخْبَرَ أَنَّ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَعَذَابَهَا كَائِنَةٌ. وَرَأَى أَمْرَأَةً تُعَذَّبَ فِى النَّارِ فِى هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا. وَرَأَى فِيْهَا سَارِقَ الحَاجِ صَاحِبَ الْمَحْجَنِ. وَرَأَى عَمْرَو بْنِ لحَيٍّ الذِّى غَيَّرَ دِيْنَ إِبْرَاهِيْمَ يَجُرُ أَمْعَاءَهُ فِى النَّارِ. وَرَأَى فِيْهَا سَارِق بَدَنَتَيْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقَالَ: إِنَّهُ عَرَضَ عَلَيَّ كُلُّ شَيْئٍ تُوْلِجُوْنَهُ. يَعْنِى تَدْخُلُوْنَهُ مِنَ جَنَّةٍ وَقَبْرٍ وَمَحْشَرٍ.
فَهَذِهِ كُلُّهَا خُطْبَةٌ عَظِيْمَةٌ. الَّتِى وَعَظَ فِيْهَا النَّبِيُّ أَصْحَابَهُ مَوْعِظَةً بَلِيْغَةً.
قال الله تعالى فى القرأنِ الكَرِيمِ: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١)وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (٢)وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأنْثَى (٣)إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (٤)فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥)وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦)فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧)وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨)
بَارَكَ اللهُ لِى وَلَكُمْ فِى الْقُرْأَنِ الْعَظِيْمِ وَنَفَعَنِى وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيْهِ مَنَ الْأَيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيْمِ. وَتَقَبَّلَ مِنِّى تِلَاوَتَهُ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيْعُ الْعَلِيْمُ.
أَقُوْلُ قَوْلِى بِهَذَا وَأَسْتَغْقفِرُ اللهَ لِى وَلَكُمْ. فَيَا فَوْزَ الْمُسْتَغْفِرِيْنَ وَيَا نَجَاةَ التَّائِبِيْنَ.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar